ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ (١) ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (٢) وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ (٣) وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (٤)
____________________________________
[٢] (ن) من جنس هذا الحرف ـ وهي حروف التهجي ـ يتركب القرآن المعجز الذي لو اجتمعت الجن والإنس على أن يأتوا بمثله لا يقدرون أو رمز بين الله وبين الرسول ، وفي رواية أنها نهر في الجنة جمد فصار مدادا ، وبه وبالقلم كتب على اللوح المحفوظ ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة (١).
(وَالْقَلَمِ) أي قسما بالقلم الذي يكتب الناس به ، وإنما أقسم به لما تقدم من أن كل خلق من خلق الله جليل عظيم ، والله يحلف بمختلف صنوف خلقه ، إشارة إلى العظمة الكامنة فيه ، أو المراد القلم الذي كتب في اللوح المحفوظ (وَما يَسْطُرُونَ) أي قسما بما يكتب الناس ، أو الملائكة ، من «سطر» بمعنى كتب.
[٣] (ما أَنْتَ) يا رسول الله (بِنِعْمَةِ رَبِّكَ) أي بسبب نعمة الله عليك بالرسالة (بِمَجْنُونٍ) كما يزعم الكفار ، فإنهم كانوا يرمونه صلىاللهعليهوآلهوسلم بالجنون بسبب أن الله أنعم عليه بالرسالة.
[٤] (وَإِنَّ لَكَ) يا رسول الله (لَأَجْراً) وجزاء على قيامك بمهمة البلاغ (غَيْرَ مَمْنُونٍ) أي غير مقطوع ، فإنّ «منّ» بمعنى قطع.
[٥] (وَإِنَّكَ) يا رسول الله (لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) إذ تحتمل المشاق والمتاعب في سبيل التبليغ بكل رحابة صدر ، وقد أوذي صلىاللهعليهوآلهوسلم حتى قال «ما أوذي نبي مثل ما أوذيت».
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٥٤ ص ٣٦٨.