فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (٥) بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ (٦) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (٧) فَلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ (٨) وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (٩)
____________________________________
[٦] (فَسَتُبْصِرُ) أي سترى أنت يا رسول الله (وَيُبْصِرُونَ) أي يرون هؤلاء الكفار الذين يرمونك بالجنون.
[٧] (بِأَيِّكُمُ) أنت أم هم (الْمَفْتُونُ) أي المجنون ، أي هل حل الجنون بك أم حل بهم حتى أعرضوا عن الحق فهل المجنون الذي يترك نافعه ويأخذ ضاره؟ والمفتون مصدر أو اسم مفعول تشبيها بأن شخصا مفتونا حل فيه ـ وهذا من بديع البلاغة.
[٨] (إِنَّ رَبَّكَ) يا رسول الله (هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ) هل هو أنت ـ كما يقولون ـ أم هم ـ كما هو الواقع؟ ومعنى الضلال عن سبيله الانحراف عن الطريقة التي قررها سبحانه للوصول إلى سعادة الدنيا والآخرة (وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) الذين اهتدوا إلى السبيل الصحيح وهو سبيل الإسلام.
[٩] وإذ قد تبين لك الطريق الواضح (فَلا تُطِعِ) يا رسول الله (الْمُكَذِّبِينَ) بتوحيدك وبشريعتك ، بل ذرهم وشأنهم.
[١٠] (وَدُّوا) أي أحب هؤلاء الكفار (لَوْ تُدْهِنُ) أي تجامل الكفار وتلين لهم ، فكأن المجامل يستعمل الدهن ليتلائم مع الطرف المقابل ، كما يستعمل الدهن لتلائم الشيئين الخشنين حتى لا يصطدما ولا يصطكا بعنف (فَيُدْهِنُونَ) أي فيجاملونك وبذلك يخففوا من وقع التبليغ على أنفسهم.