وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَهِينٍ (١٠) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (١١) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (١٢) عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ (١٣)
____________________________________
[١١] (وَلا تُطِعْ) يا رسول الله ، وهو عطف على «فلا تطع» (كُلَّ حَلَّافٍ) أي كثير الحلف بالباطل لقلة مبالاته (مَهِينٍ) أي ذليل من «هان» بمعنى ذلّ. وهذان من صفات الكفار لأنهم لما لا يجدون سبيلا إلى إثبات باطلهم يتمسكون بالحلف ، ومثل هذا الإنسان يشعر في نفسه بذلة المغلوبية ، وإن هرج وتشدّق وصاح وحلف.
[١٢] (هَمَّازٍ) كثير الهمز للناس ، والهمز هو الطعن في الغير بشدة (مَشَّاءٍ) كثير المشي بين الناس (بِنَمِيمٍ) أي بالنميمة والفتنة والإفساد ليضرب بعض الناس ببعض ، والنميم والنميمة بمعنى واحد.
[١٣] (مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ) كثير المنع للخير فكلما رأى إرادة الإنسان للخير منعه ، لدناءة نفسه (مُعْتَدٍ) أي مجاوز عن الحق ، من اعتدى بمعنى تجاوز وظلم (أَثِيمٍ) أي كثير الإثم والعصيان.
[١٤] (عُتُلٍ) جاف غليظ (بَعْدَ ذلِكَ) الذي ذكر له من الصفات (زَنِيمٍ) أي دعي ملصق إلى قوم ليس منهم بالنسب. قالوا : والمعنى بذلك «الوليد بن المغيرة» (١) وهذه غالبة في الأشرار الذين يصدون عن الحق ، ويحضرون كل شر ، وقد رأيناهم في عصرنا ، إبان المد الأحمر ـ وكأن النفس إذا انحرفت عن جادة الهدى تجمعت فيها كل تلك الصفات.
__________________
(١) مجمع البيان : ج ١٠ ص ٨٩.