أَنْ كانَ ذا مالٍ وَبَنِينَ (١٤) إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (١٥) سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ (١٦) إِنَّا بَلَوْناهُمْ كَما بَلَوْنا أَصْحابَ الْجَنَّةِ
____________________________________
[١٥] (أَنْ كانَ ذا مالٍ وَبَنِينَ) أي لأنا أعطيناه المال والبنين يكذب بآياتنا جزاء للإحسان بالإساءة ، فهو متعلق بما يأتي في قوله «قال أساطير».
[١٦] (إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا) تقرأ عليه آيات القرآن (قالَ) في شأنها (أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) أي أحاديث الأقوام السابقين التي سطرت بلا أن يكون لها أصل ، و «أساطير» جمع أسطورة ، وهي القصة الخيالية الوهمية بلا أن يكون لها حقيقة. ومن الغريب شباهة هذا القول من مكذبي عصر الرسول بما يقوله المكذبون في عصرنا ، من أن الإسلام رجعية وارتجاع.
[١٧] (سَنَسِمُهُ) أي سنعلمه يوم القيامة بعلامة يعرف بها أنه مجرم ، فالسين للاستقبال ، و «نسم» مضارع من «وسم» بمعنى نعلمه بعلامة (عَلَى الْخُرْطُومِ) أي على أنفه ، وسمي خرطوما تشبيها بخرطوم الفيل تحقيرا له ، كما أن الوسم على الخرطوم من جهة أن الأنف مظهر الكبر والإعراض.
[١٨] (إِنَّا بَلَوْناهُمْ) أي اختبرنا أهل مكة (كَما بَلَوْنا أَصْحابَ الْجَنَّةِ) أي أصحاب البستان الذي كان قرب صنعاء.
فقد قال الإمام الباقر عليهالسلام : إن أهل مكة ابتلوا بالجوع كما ابتلى أصحاب الجنة ـ وهي جنة كانت في الدنيا وكانت باليمن يقال لها