وَلا يَسْتَثْنُونَ (١٨) فَطافَ عَلَيْها طائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نائِمُونَ (١٩) فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ (٢٠) فَتَنادَوْا
____________________________________
فابتلاهم بالقحط والجدب ، كما أن الأخوة لما أرادوا منع الفقراء خلافا لأمره سبحانه ابتلاهم الله بالنار التي أحرقت جنتهم (١).
(إِذْ أَقْسَمُوا) أي حلفوا بالله (لَيَصْرِمُنَّها) أي يقطعون ثمرها من «الصرم» بمعنى القطع (مُصْبِحِينَ) أي في حال كونهم داخلين في الصباح قبل أن يجلو النهار ، ليخفوا الأمر على الفقراء والمساكين.
[١٩] (وَلا يَسْتَثْنُونَ) أي لم يستثنوا عند الحلف بإتيان كلمة إن شاء الله ، وإنما يقال لهذه الكلمة : الاستثناء ، لأن القائل يقول أفعل كذا إلا أن يشاء الله منعي ، وفي معنى ذلك إن شاء الله ، وبعدم الاستثناء كانوا قد أساؤوا أولا بنية المنع عن الفقراء ، وثانيا بعدم الاستثناء بالنسبة إلى ما عزموا عليه في المستقبل.
[٢٠] (فَطافَ عَلَيْها) أي على الجنة (طائِفٌ) أي شيء من العذاب طاف على البستان (مِنْ) قبل (رَبِّكَ) يا رسول الله (وَهُمْ نائِمُونَ) بعد في فراشهم ، قالوا بعث الله نارا على البستان فأحرقت.
[٢١] (فَأَصْبَحَتْ) الجنة (كَالصَّرِيمِ) أي كالمقطوع ثماره ، من «صرم» بمعنى قطع ، أو كالليل المظلم ، ويقال الليل والنهار صريمان لانصرام أحدهما عن الآخر.
[٢٢] (فَتَنادَوْا) أي الأخوة أصحاب الجنة ، نادى بعضهم بعضا
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ص ٣٨١.