مُصْبِحِينَ (٢١) أَنِ اغْدُوا عَلى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صارِمِينَ (٢٢) فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخافَتُونَ (٢٣) أَنْ لا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ (٢٤) وَغَدَوْا عَلى حَرْدٍ قادِرِينَ (٢٥) فَلَمَّا رَأَوْها قالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ (٢٦)
____________________________________
(مُصْبِحِينَ) أي حال كونهم داخلين في الصباح.
[٢٣] وكان النداء من بعضهم لبعض (أَنِ اغْدُوا) أيها الأخوة ، أي أسرعوا غدوة (عَلى حَرْثِكُمْ) أي زرعكم وثمركم (إِنْ كُنْتُمْ صارِمِينَ) من «صرم» بمعنى قطع ، أي إن تريدون قطع الثمار.
[٢٤] (فَانْطَلَقُوا) مضوا إلى البستان (وَهُمْ يَتَخافَتُونَ) أي يتسارون بينهم ، وأصله من خفت فلان نفسه ، إذا أخفى نفسه لئلا يراه أحد ، ومنه يسمى مقابل الجهر إخفاتا.
[٢٥] وكان التخافت بسبب (أَنْ لا يَدْخُلَنَّهَا) أي الجنة (الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ) أي في يوم الصرم وقطع الثمر (مِسْكِينٌ) فاعل يدخل.
[٢٦] وهكذا ذهبوا حتى وصلوا إلى الجنة (وَغَدَوْا) أي أصبحوا (عَلى حَرْدٍ) بمعنى المنع يقال حاردت السنة : إذا منعت قطرها (قادِرِينَ) أي قدروا على المنع عن الثمر لا على الثمر ، وهذا كالاستهزاء بهم كما يقال فلان امتلأت كفه من الهواء عوض امتلائها من المال ، يعني أنهم أصبحوا ممنوعين من الثمر ، فقد قدروا على الحرد والحرمان لا على الثمار والأعناب.
[٢٧] (فَلَمَّا رَأَوْها) أي رأوا الجنة على تلك الصفة (قالُوا) أي قال بعضهم لبعض (إِنَّا لَضَالُّونَ) أي ضللنا الطريق ، فليست هذه جنتنا.
[٢٨] ولما تأملوا ورأوا أنها جنتهم بعينها ، أضربوا عن كلامهم الأول وقالوا