حم (١) وَالْكِتابِ الْمُبِينِ (٢) إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (٣) وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (٤)
____________________________________
[٢] (حم) «حاء» و «ميم» وما أشبههما من سائر حروف الهجاء مادة هذا القرآن المعجز الذي لا يتمكن البشر من الإتيان بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ، أو رمز بين الله والرسول ، أو غيرهما من سائر الأقوال.
[٣] (وَالْكِتابِ الْمُبِينِ) أي قسما بهذا القرآن الواضح الذي يظهر الحق ويبينه.
[٤] (إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا) أي بلغة العرب ، حين اختار منهم من يحمل هذه الرسالة ، واختار محلهم منبثقا لهذا الوحي الثمين (لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) وهذا هو المقسم به ، أي أن الغاية من إنزال القرآن عربيا تعقلكم وتفهمكم للحقائق ، يا معشر العرب.
[٥] (وَإِنَّهُ) هذا القرآن (فِي أُمِّ الْكِتابِ) وهو اللوح المحفوظ ، وإنما سمي بذلك لأنه أصل الكتب السماوية وغيرها ، حيث إن كل شيء مدروج فيه على نحو الصواب والحكمة ، فهو المرجع الوحيد الصحيح ، كالأم التي هي أصل الإنسان ، ومنها جاء وإليها يأوي (لَدَيْنا) أي الذي عندنا (لَعَلِيٌ) أي رفيع ذو قيمة ورتبة (حَكِيمٌ) قد وضع الأشياء موضعها اللائق بها من تشريع وأخبار وبيان وغيرها ، فإن الحكمة وضع الأشياء مواضعها اللائقة بها ، ويسمى الكتاب حكيما باعتبار اشتماله على الأشياء الحكيمة.
[٦] وإذا كان هذا القرآن بهذه المثابة ، فهل ترفع اليد عنه بمجرد أن جماعة