أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً أَنْ كُنْتُمْ قَوْماً مُسْرِفِينَ (٥) وَكَمْ أَرْسَلْنا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ (٦) وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلاَّ كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (٧) فَأَهْلَكْنا أَشَدَّ مِنْهُمْ
____________________________________
كذبوا به وأسرفوا في الابتعاد عنه؟ (أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ) يا معشر الناس (الذِّكْرَ) أي القرآن (صَفْحاً) أي أنترك الوحي؟ وأصله من ضرب الحيوان على صفحة وجهه ليميل عن طريقه إلى ما يراد به ، ثم استعمل في كل تحريف لشيء عن الطريق (أَنْ كُنْتُمْ) أي لأجل أنكم كنتم (قَوْماً مُسْرِفِينَ) تسرفون وتجاوزون في الكفر والعصيان؟ كلا! لا يكون هذا ، (فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ) (١) بالإضافة إلى أنه إتمام الحجة ، وتوضيح للمحجة.
[٧] وليس هذا الأمر غريبا من هؤلاء فقد كانت عادة الأمم تكذيب الأنبياء (وَكَمْ أَرْسَلْنا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ) في الأمم الماضية ، و «كم» خبرية للتكثير.
[٨] (وَما يَأْتِيهِمْ) أي الأولين (مِنْ نَبِيٍ) من : لتعميم النفي (إِلَّا كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) فإن الجهال إذا انقطعوا عن الحجة استهزءوا وتمسخروا حتى يغلبوا خصمهم بسبب انهيار أعصابه أمام الاستهزاء ، فلا يتمكن من مواصلة الاحتجاج.
[٩] (فَأَهْلَكْنا) بسبب الاستهزاء وعدم الإيمان (أَشَدَّ مِنْهُمْ) أي من هو
__________________
(١) الأنعام : ٩٠.