سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيها صَرْعى كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ (٧) فَهَلْ تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ (٨) وَجاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكاتُ بِالْخاطِئَةِ (٩)
____________________________________
[٨] (سَخَّرَها) الله (عَلَيْهِمْ) بأن كانت مرسلة نحوهم (سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ) فكانت تهلكهم ببردها وصريرها (حُسُوماً) أي في حال كون تلك الليالي والأيام ولاء متتابعة ، مأخوذ من «حسم الداء بمتابعة الكي» ، أو بمعنى أنها حسمتهم أي قطعت نسلهم بحيث لم يبق منهم أحد (فَتَرَى) أيها الرائي (الْقَوْمَ) أي قبيلة عاد (فِيها) أي في تلك الأيام (صَرْعى) مصروعين ، جمع صريع ، وهو الشخص الواقع ميتا (كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ) أي أصول نخل بالية ، فإن أعجاز جمع عجز وهو أصل النخل والخاوي الخالي الذي لا شيء في جوفه ، وشبهوا بذلك لأن استطالة جسمهم وبقائهم في الأرض يشبه ذلك.
[٩] (فَهَلْ تَرى) أيها الرائي (لَهُمْ) أي لأولئك الأقوام المكذبين (مِنْ باقِيَةٍ) أي من نفس باقية؟ وهذا استفهام للإيقاظ ، أي لم يبق منهم أحد ، وكذلك كل أمة كذبت لا بد لهم من الفناء حتى لا يبقى منهم أحد.
[١٠] (وَجاءَ فِرْعَوْنُ) وقومه العاصون لموسى عليهالسلام (وَمَنْ قَبْلَهُ) من قوم نوح عليهالسلام ونحوهم (وَالْمُؤْتَفِكاتُ) أي قرى لوط التي قلبت ـ من «ائتفك» أي انقلب ـ والمراد أهل تلك القرى (بِالْخاطِئَةِ) أي بالخطإ ، فإنها مصدر «خطأ» أو المراد بالخصلة الخاطئة نسبت الخطأ إليها مجازا بعد ما كان منسوبا إلى القوم.