فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رابِيَةً (١٠) إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ حَمَلْناكُمْ فِي الْجارِيَةِ (١١) لِنَجْعَلَها لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ (١٢) فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ (١٣) وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ
____________________________________
[١١] (فَعَصَوْا) أولئك الأقوام (رَسُولَ رَبِّهِمْ) أي كل قوم رسوله ، والمراد بالرسول الجنس لا الواحد ـ كما تقدم وجهه سابقا ـ (فَأَخَذَهُمْ) الله بالعقوبة (أَخْذَةً رابِيَةً) أي زائدة في الشدة من «ربي» بمعنى زاد وطغى.
[١٢] لقد أخذنا الأقوام المكذبين وأنجينا المصدقين ، كما إنا أنجينا المؤمنين بنوح عليهالسلام الذين هم أجدادكم أيها الناس (إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ) أي جاوز الحد المألوف حتى أغرق الأرض كلها (حَمَلْناكُمْ) إنما نسب الحمل إليهم باعتبار أنهم من أولاد من حملوا (فِي الْجارِيَةِ) أي في السفينة التي كانت تجري في تلك المياه الكثيرة.
[١٣] (لِنَجْعَلَها) أي نجعل تلك الفعلة التي فعلنا بكم حين آمنتم (لَكُمْ) أيها الناس (تَذْكِرَةً) تتذكرون بها نعم الله سبحانه (وَتَعِيَها) من «وعى» بمعنى أدرك ، أي تحفظها وتدركها (أُذُنٌ واعِيَةٌ) أي أذن تعي المواعظ وتستمع للعبر بقصد التفهم والعمل.
[١٤] وإذا رأيتم عاقبة المكذبين وعاقبة المصدقين في الدنيا فاسمعوا عاقبتهما في الآخرة (فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ) أي نفخ إسرافيل في البوق لأجل إحياء البشر نفخته الثانية (نَفْخَةٌ واحِدَةٌ) بلا زيادة عليها إذ لا حاجة إلى أكثر منها ، فإن البشر يحيون بمجرد النفخة.
[١٥] (وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ) أما حمل الأرض فباعتبار رفع منحدراتها