فَدُكَّتا دَكَّةً واحِدَةً (١٤) فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْواقِعَةُ (١٥) وَانْشَقَّتِ السَّماءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ واهِيَةٌ (١٦) وَالْمَلَكُ عَلى أَرْجائِها وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ (١٧)
____________________________________
حتى تستوي مع سائر بقاعها ، وأما رفع الجبال فباعتبار أنها تنسف حتى تكون كالهباء لتستوي ظهر الأرض كلها بلا رفع ولا خفض ، وتكون ساحة القيامة عليها (فَدُكَّتا) أي كسرتا ودك بعضها على بعض (دَكَّةً واحِدَةً) فإن «الدك» يشمل الأرض والجبال مرة واحدة لا تدريجا.
[١٦] (فَيَوْمَئِذٍ) أي في ذلك اليوم (وَقَعَتِ الْواقِعَةُ) أي القيامة ، وسميت «واقعة» لأنها تقع قطعا.
[١٧] (وَانْشَقَّتِ السَّماءُ) بمعنى انفرجت حتى ينظر الإنسان إليها فيراها متفطرة كانفطار الجدار ونحوه (فَهِيَ) أي السماء (يَوْمَئِذٍ) أي في يوم القيامة (واهِيَةٌ) من «وهى» بمعنى ضعف ، لأن نظامها يختل ، ومداراتها تتداخل وتخرب.
[١٨] (وَ) يرى (الْمَلَكُ) النازل للحساب وسائر الأعمال (عَلى أَرْجائِها) أي على أطراف السماء ونواحيها ، و «أرجاء» جمع «رجا» بمعنى الطرف والناحية (وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ) يا رسول الله ، وهو محل سمي بالعرش يصدر منه أوامر الله سبحانه ، كما أن البيت الحرام محل مضاف إليه سبحانه تشريفا (فَوْقَهُمْ) أي فوق أكتافهم (يَوْمَئِذٍ) أي في يوم القيامة (ثَمانِيَةٌ) من الملائكة العظام ، وكل ذلك لتكثير الهول ، والتناسب مع مدارك الإنسان الذي يرى العظمة ويشعر الخوف من هذه الأمور.