إِنَّا أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (١) قالَ يا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (٢) أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ (٣) يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللهِ إِذا جاءَ لا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٤) قالَ
____________________________________
[٢] (إِنَّا أَرْسَلْنا) أي بعثنا (نُوحاً) رسولا (إِلى قَوْمِهِ) وأوحينا إليه (أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ) بأنهم إن تمادوا في الكفر والعصيان ابتلوا بعذاب الدنيا وعذاب الآخرة (مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) أي موجع مؤلم.
[٣] فامتثل نوح عليهالسلام و (قالَ يا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ) أنذركم وأخوفكم (مُبِينٌ) أي واضح ظاهر.
[٤] (أَنِ اعْبُدُوا اللهَ) فلا تكفروا به (وَاتَّقُوهُ) فلا تعصوه (وَأَطِيعُونِ) فيما آمركم به من الشريعة ، وأصله «أطيعوني» حذف الياء تخفيفا وتنسيقا.
[٥] فإنكم إن عبدتموه واتقيتم (يَغْفِرْ) الله (لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ) أي جنس ذنوبكم ، ف «من» للجنس (وَيُؤَخِّرْكُمْ) ، فلا يهلككم عاجلا (إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى) أي مدة قد سميت في كتابه ، في مقابل الكافر الذي يعذبه بعذاب الاستئصال (إِنَّ أَجَلَ اللهِ) أي الأجل الذي عينه الله (إِذا جاءَ) وقته (لا يُؤَخَّرُ) فبادروا بالإيمان والتوبة قبل فوات الأوان (لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) أي لو كنتم عاملين بالأمور لعلمتم بذلك.
[٦] ودعا نوح قومه مدة مديدة بمثل تلك الإرشادات والنصائح ، لكن دعاءه لم يكن ينفع فيهم ، فتوجه إلى الله سبحانه داعيا (قالَ) نوح عليهالسلام : يا