رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهاراً (٥) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعائِي إِلاَّ فِراراً (٦) وَإِنِّي كُلَّما دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْباراً (٧) ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهاراً (٨) ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْراراً (٩)
____________________________________
(رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي) إلى الإيمان (لَيْلاً وَنَهاراً) أي في كل الأوقات.
[٧] (فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعائِي إِلَّا فِراراً) فإن دعوتي صارت سببا لأن يرص الكفار صفوفهم ، ويجاهروا بالكفر والطغيان والفرار من الحق.
[٨] (وَإِنِّي كُلَّما دَعَوْتُهُمْ) إلى الإيمان والطاعة (لِتَغْفِرَ لَهُمْ) ذنوبهم إن آمنوا وأطاعوا (جَعَلُوا أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ) حتى لا يسمعوا كلامي (وَاسْتَغْشَوْا ثِيابَهُمْ) أي غطوا بها وجوههم ورؤوسهم لئلا يروني (وَأَصَرُّوا) أي داموا على كفرهم وطغيانهم (وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْباراً) أي تكبروا وأنفوا عن قبول الحق ، وكأن الإتيان بصيغة الاستفعال لإفادة أنهم طلبوا الكبر ، وإن لم يكونوا كبراء حقيقة.
[٩] (ثُمَ) لترتيب الكلام لا لترتيب المطلب في الخارج (إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهاراً) أي جهرا بأعلى صوتي.
[١٠] (ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ) إعلانا بالدعوة (وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْراراً) أي علانية وسرا ، والمراد الدعوة بكل وجه محتمل ، والجهر قسم من الإعلان ـ فليس في ذكر الإعلان بعد الإجهار تكرارا.