فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً (١٠) يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً (١١) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً (١٢) ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً (١٣) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْواراً (١٤)
____________________________________
[١١] (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا) أيها القوم (رَبَّكُمْ) أي اطلبوا غفرانه بالإيمان والطاعة (إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً) كثير المغفرة لمن استغفر.
[١٢] فإن استغفرتم (يُرْسِلِ) الله (السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً) أي كثيرة الدرور بالمطر ، قيل إن الغيث قد منع عنهم حتى ابتلوا بالقحط ولذا رغبهم نوح عليهالسلام في ذلك.
[١٣] (وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ) أي يكثر أموالكم وأولادكم الذكور (وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ) أي بساتين ، بسبب المطر والأموال (وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً) تسقون جناتكم ، فإن المطر إذا كثر اختزن في الأرض ثم تفجر من العيون وجرى منها.
[١٤] (ما لَكُمْ) يا معاشر الكفار (لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً) أي لا تعظمون الله تعالى ، فإن «الوقار» بمعنى العظمة ، والرجاء هو الطمع في شيء مرغوب ، فإن من لا يعرف عظمة شخص لا يرجوه ، فكأنه قال : ما لكم لا ترجون الله ، إذ لا تعترفون له بالوقار والعظمة؟
[١٥] (وَ) الحال أنكم ترون آثار عظمته في أنفسكم ، إذ (قَدْ خَلَقَكُمْ أَطْواراً) جمع «طور» فقد انتقلتم من حال إلى حال حتى وصلتم إلى هذا الحال الذي أنتم فيه ، أو المراد خلقكم مختلفين ، فكل واحد