أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللهُ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً (١٥) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِراجاً (١٦) وَاللهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً (١٧) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيها وَيُخْرِجُكُمْ إِخْراجاً (١٨) وَاللهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِساطاً (١٩)
____________________________________
يختلف عن الآخر مما يدل على كمال القدرة.
[١٦] إن آثار عظمة الله سبحانه كما هي ظاهرة في أنفسكم كذلك هي ظاهرة في الكون (أَلَمْ تَرَوْا) أيها الكفار (كَيْفَ خَلَقَ اللهُ سَبْعَ سَماواتٍ) فإن علم الفلك معترف بوجود سبع مدارات للكواكب السيارة (طِباقاً) أي بعضها فوق الآخر؟
[١٧] (وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَ) أي في تلك السماوات ، ويجوز الإتيان بضمير غير العاقل مفردا وجمعا (نُوراً) ينير الظلام بأشعته (وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِراجاً) أي مصباحا يشع ضياؤها حتى تنير الأكوان.
[١٨] (وَاللهُ أَنْبَتَكُمْ) أيها البشر (مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً) فإن الإنسان ينبت من الأرض كما أن النبات ينبت منها ، ولكن الفرق هو أن الأرض تتحول إلى النبات ، والنبات يأكله الإنسان فيصير منيا ثم إنسانا والنبات ينبت ابتداء ، وفي الحقيقة أن الإنسان نبات الأرض المتحرك ، كما أن النبات نباتها الساكن.
[١٩] (ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيها) أي في الأرض ، فالميت لا يلبث أن يبلى ويكون ترابا كما كان سابقا (وَيُخْرِجُكُمْ) من الأرض لدى البعث في يوم القيامة (إِخْراجاً) وإنما ذكر المصدر تأكيدا لبيان أنه كائن لا محالة.
[٢٠] (وَاللهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِساطاً) مبسوطة لتتمكنوا من المشي عليها