وَقالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُواعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً (٢٣) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيراً وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلاَّ ضَلالاً (٢٤) مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ
____________________________________
[٢٤] (وَقالُوا) أي الماكرون ، لسائر الناس (لا تَذَرُنَ) أي لا تتركن (آلِهَتَكُمْ) الأصنام التي تعبدونها إطاعة لنوح في عبادة إله واحد ، ثم خصوا جماعة من الآلهة كانت الأصنام الكبيرة لديهم (وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُواعاً وَلا يَغُوثَ وَ) لا (يَعُوقَ وَ) لا (نَسْراً) ويغوث ويعوق غير منصرفين للعجمة والعلمية ، أو للعلمية والتأنيث كما أن عدم إتيان «لا» على البعض للتفنن في الكلام الذي هو من فنون البلاغة ، وهذه كانت أسامي أصنام لهم يعبدونها من دون الله سبحانه. وذكر بعض أن هذه أسماء كانت لرجال صالحين ، فلما ماتوا مثلوا لهم تمثالا يعظمونها باعتبار أنها رموز لأولئك الصالحين ، ثم عبدوها ـ بإغواء الشيطان ـ.
[٢٥] (وَقَدْ أَضَلُّوا) هذه الأصنام ، يا رب (كَثِيراً) من الناس ونسبة الضلال إلى الأصنام باعتبار أنها الوسيلة في الإضلال ، والإتيان بضمير العاقل تماشيا لوحدة السياق بين كلام المؤمنين والكافرين (وَلا تَزِدِ) يا رب (الظَّالِمِينَ) الذين ظلموا أنفسهم بالكفر والعصيان وغيرهم بالإضلال والإفساد (إِلَّا ضَلالاً) جزاء على عنادهم ، وإزادة ضلالهم بمنع الألطاف الخفية عنهم ، أو المعنى «لا تزد هذه الأصنام إلا ضلالا لهم» فعلى الأول نهي ، وعلى الثاني نفي.
[٢٦] ثم أتى السياق إلى بيان عاقبة هؤلاء الكفار بقوله : (مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ) أي من جهة خطيئة هؤلاء الكفار ، و «ما» زائدة والزيادة هنا لأجل