يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (١) قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً (٢) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً (٣) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً (٤)
____________________________________
[٢] (يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ) المراد به الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أصله «المتزمل» من باب التفعيل ، ثم أدغمت التاء في الزاء ، وجيء بهمزة الوصل لتعذر الابتداء بالساكن ، ومعنى «تزمل» تلفف في ثوب ونحوه ، فقد كان الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم يتزمل بثوبه وينام ، فخوطب بهذا الخطاب لمناسبة الحالة للأمر المتوجه إليه في قيام الليل.
[٣] (قُمِ) في (اللَّيْلَ) لأداء صلاة الليل (إِلَّا قَلِيلاً) منه فلك أن تنام فيه.
[٤] ثم بين سبحانه مقدار القليل الذي سمح للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بالنوم فيه بقوله : (نِصْفَهُ) أي نم في مقدار نصف الليل (أَوِ انْقُصْ مِنْهُ) أي من النصف (قَلِيلاً) بأن تضيف على سهرك ، فيكون نومك أقل من النصف.
[٥] (أَوْ زِدْ عَلَيْهِ) أي على النصف ، بأن تضيف على نومك فيكون نومك أكثر من النصف ، والحاصل أن المأمور به السهر بمقدار نصف الليل ، أو أكثر من النصف ، أو أقل من النصف ـ والمحور النصف ـ (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ) أي اقرأه قراءة متوسطة لا بسرعة ولا ببطئ زائد (تَرْتِيلاً) تأكيد ل «رتل».
وقد سئل الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام عن هذه الآية فقال : بيّنه بيانا ولا تهذه هذو الشعر «أي لا تسرعون في قراءته كما تسرعون في قراءة الشعر» ولا تنثره نثر الرمل «أي لا تفرقوا بعضه عن بعض كثير الرمل» ولكن أفزعوا قلوبكم القاسية ، ولا يكن همّ أحدكم آخر السورة (١).
__________________
(١) الكافي : ج ٢ ص ٦١٤.