إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً (٥) إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً (٦) إِنَّ لَكَ فِي النَّهارِ سَبْحاً طَوِيلاً (٧) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً (٨)
____________________________________
[٦] (إِنَّا سَنُلْقِي) أي سنوحي (عَلَيْكَ) يا رسول الله (قَوْلاً ثَقِيلاً) أي كلاما يثقل عليك القيام به ، والمراد به القرآن ، فإنه يثقل على الإنسان العمل به ، أو الرسالة فإنه يثقل أداؤها ، أو القيام بالليل.
[٧] كما فسر قوله تعالى : (إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ) أي ساعات الليل لأنها تنشأ ساعة بعد ساعة ، والمقصود العمل فيها أو المراد العبادة التي تنشأ في الليل. (هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً) أي أكثر ثقلا وكلفة ، لصعوبة القيام ليلا شتاء لبرد الهواء ، وصيفا لقصر الليالي ، ولعل المراد كونها أشد من ناشئة النهار (وَأَقْوَمُ قِيلاً) أي قول الليل وعبادته أكثر قواما واستمساكا لأنه يؤدى بحضور القلب وتوجه الذهن ، ولأن أفضل الأعمال أحمزها.
[٨] (إِنَّ لَكَ) يا رسول الله (فِي النَّهارِ سَبْحاً) «السبح» التقلب ومنه يسمى المتقلب في الماء سابحا : أي تقلبا في أشغالك (طَوِيلاً) من إراءة الطريق ، والإرشاد ، وسائر الأعمال فلا يتأتى منك أن تعبد كما ينبغي ، ولذا جعل الليل للعبادة.
وقد روي إن الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام كان يعمل طول النهار ، ويعبد طول الليل ، فقيل له : يا أمير المؤمنين ألا تهدأ؟ قال : إذا هدأت النهار كان فيه ضياع الأمة ، وإذا هدأت الليل كان فيه ضياع نفسي.
[٩] (وَاذْكُرِ) يا رسول الله (اسْمَ رَبِّكَ) بأن تعبده وتخضع له (وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً) «التبتل» هو الانقطاع إلى الله عزوجل وإخلاص العبادة له ،