رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً (٩) وَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً (١٠) وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً (١١) إِنَّ لَدَيْنا
____________________________________
من «بتل» بمعنى قطع ، وإنما قال «إليه» لأن الانقطاع عن الخلق إليه ، لا كون الانقطاع عنه.
[١٠] ثم بين «ربك» بقوله : (رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ) هو كناية عن الكون ، لأن من بيده المشرق والمغرب كان بيده العالم كله (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) فلا شريك له كما يزعم المشركون ، ولذا لا يحق العبادة لغيره (فَاتَّخِذْهُ) يا رسول الله (وَكِيلاً) أي حفيظا للقيام بأمرك وفوض إليه أمرك.
[١١] (وَاصْبِرْ) يا رسول الله في توحيدك ونبذ الأصنام (عَلى ما يَقُولُونَ) أي الكفار حولك من أنك ساحر أو كاهن أو مجنون أو ما أشبه ذلك (وَاهْجُرْهُمْ) أي ابتعد عنهم (هَجْراً جَمِيلاً) بأن تدعوهم إلى الهدى في عين حالة الهجر ، بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن.
[١٢] (وَذَرْنِي) أي دعني لهم فأنا أكفيك شرهم (وَالْمُكَذِّبِينَ) برسالتك وما جئت به (أُولِي النَّعْمَةِ) أي أصحاب الثروة وغيرها من سائر النعم ، فكل جزاءهم أليّ (وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً) أي إنهم بعد قليل سيقعون في العذاب ، عذاب الدنيا في قصة بدر ، وعذاب الآخرة. وقوله «مهلهم» كناية عن الصبر معهم ، وهذا تهديد للكفار.
[١٣] (إِنَّ لَدَيْنا) في الآخرة ، والمراد ب «لدينا» لدى حسابنا وجزائنا