أَنْكالاً وَجَحِيماً (١٢) وَطَعاماً ذا غُصَّةٍ وَعَذاباً أَلِيماً (١٣) يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ وَكانَتِ الْجِبالُ كَثِيباً مَهِيلاً (١٤) إِنَّا أَرْسَلْنا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شاهِداً عَلَيْكُمْ كَما أَرْسَلْنا إِلى فِرْعَوْنَ رَسُولاً (١٥)
____________________________________
(أَنْكالاً) جمع «نكل» ، وهي القيود والأغلال (وَجَحِيماً) أي نارا كثيرة ، فإن جحيم بمعنى ذلك ، وهي من أسماء جهنم.
[١٤] (وَطَعاماً ذا غُصَّةٍ) «الغصة» تردد اللقمة في الحلق بحيث لا يتمكن الإنسان من إساغتها ، أي أن أطعمة النار المهيئة لهم ذات غصة فلا يتمكن المجرم من إساغتها إلا بعد علاج وصعوبة (وَعَذاباً أَلِيماً) مؤلما موجعا.
[١٥] إن هذه الألوان من العذاب إنما هي في (يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ) أي تتحرك وتضطرب ، فإن الزلزال من علائم القيامة ، كما قال سبحانه (إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ) (١) (وَالْجِبالُ) لتكثير الهول (وَكانَتِ الْجِبالُ) في ذلك اليوم (كَثِيباً مَهِيلاً) «الكثيب» الرمل المجتمع الكثير «والمهيل» هو السائل المتناثر ، من هال : إذا حرك أسفله فتحرك وسال أعلاه ، أي تكون الجبال هكذا سائلة في الأرض.
[١٦] (إِنَّا أَرْسَلْنا إِلَيْكُمْ) أيها الكفار (رَسُولاً) يعني محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم (شاهِداً عَلَيْكُمْ) بما تعملون من الاعتقاد والعمل ، الصحيح أو الفاسد (كَما أَرْسَلْنا إِلى فِرْعَوْنَ رَسُولاً) وهو موسى عليهالسلام.
__________________
(١) الحج : ٢.