يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١) قُمْ فَأَنْذِرْ (٢) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (٣) وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ (٤) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (٥) وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (٦)
____________________________________
[٢] (يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ) المراد به الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والمدثر أصله من «تدثر» باب التفعل ، أدغمت التاء في الدال ، وجيء بهمزة الوصل لتعذر الابتداء بالساكن ، والمدثر هو لابس الدثار ، والدثار هو ما يلبسه الإنسان فوق الثوب الملاصق لجسده لأجل التدفئة ، وفي مقابله الشعار وهو الثوب اللاصق بالبدن ، يسمى به لأنه لاصق بشعر الإنسان.
وقد روي أن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم لما أوحي إليه أخذته الرعدة من الهيبة فقال لخديجة عليهاالسلام : دثريني ، فدثرته ، فجاء النداء (يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ).
[٣] (قُمْ) من استراحتك (فَأَنْذِرْ) الناس وخوفهم من العقاب إن تمادوا في الكفر والعصيان.
[٤] (وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ) أي كبر الله وعظمه ـ وحده دون الأصنام ـ.
[٥] (وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ) فإن المسلم يجب عليه تطهير قلبه عن أدران الشرك بتكبير الله وحده ، وتطهير ثيابه عن الأوساخ بتقصير ذيله حتى لا يتسخ ، وتنظيفه من النجاسات. وقد روي في معنى الآية التطهير من النجاسة والتطهير بالتقصير ـ وذلك لأن المراد هو الأعم منهما ـ وفي الحديث «قصر ثوبك يكون أتقى وأنقى وأبقى».
[٦] (وَالرُّجْزَ) أي القذارة بأقسامها الشاملة للأصنام وللنجاسات الظاهرية ، وللرذائل (فَاهْجُرْ) أي ابتعد عنها.
[٧] (وَلا تَمْنُنْ) في العطاء (تَسْتَكْثِرُ) أي تطلب الكثير بعدم المنّة ، فإن ما يراد به وجه الله يضاعف ، أو المعنى لا تعط العطية تلتمس أكثر منها ـ