لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَيَزْدادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيماناً وَلا يَرْتابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكافِرُونَ ما ذا أَرادَ اللهُ بِهذا مَثَلاً
____________________________________
مخلوقاته سبحانه موجبة للفتنة والامتحان سواء كانت نعما أو نقما في الدنيا أو في الآخرة ، وسواء كان أصل الشيء أو خصوصياته ومزاياه.
وقد ذكرنا عدد الملائكة في القرآن (لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ) أي اليهود والنصارى بأن الرسول حق ، حيث يرون أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أخبر بما هو في كتبهم مما لا يعلمه أحد إلا هم فقط ، فإخبار إنسان لا يطلع على كتبهم ولم يسمع منهم بذلك يوجب تعيينهم بأنه حق وإنما تعلم ذلك بالوحي (وَيَزْدادَ الَّذِينَ آمَنُوا) بالرسول (إِيماناً) حيث يرون تصديق أهل الكتاب ـ الذين هم أهل الفن ـ للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم فيوجب ذلك زيادة إيمانهم (وَلا يَرْتابَ) أي لا يشك (الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْمُؤْمِنُونَ) في نبوة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم. وهذا تأكيد للجملة السابقة ، فإن المؤمن قلبا من أهل الكتاب ، والمؤمن ظاهرا من سائر الناس بالرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، في معرض الشك والزوال ، كما هو الشأن في كل ملكة إذا لم تقو ، فإذا وجد هذا الشاهد تقوت الملكة ، ولم يكن الإنسان معرضا للريب.
(وَلِيَقُولَ) اللام للعاقبة ، أي أن الغاية من تعريف عدد خزنة النار أمران : الأول زيادة إيمان المؤمنين ، وحصول العلم لأهل الكتاب بصدق الرسول. الثاني شدة نفاق المنافق ، وكفر الكافر ، فيقول (الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) من المنافقين (وَالْكافِرُونَ) بالرسول : (ما ذا أَرادَ اللهُ بِهذا مَثَلاً)؟ فكأنهم زعموا أن هذا العدد الخاص من