كَذلِكَ يُضِلُّ اللهُ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَما هِيَ إِلاَّ ذِكْرى لِلْبَشَرِ (٣١) كَلاَّ وَالْقَمَرِ (٣٢)
____________________________________
باب المثل ، لا أنه حقيقة مطابق لعدد الموكلين بالنار ، فأخذوا يستفسرون عن قصد هذا المثل ، فشأن المعاند حيث يستفسر حول كل كلمة من كلمات خصمه لأن التواء قلبه يوجب أن يرى كل شيء متساويا.
ثم يأتي السياق ليبين جواب هؤلاء السائلين بقوله : (كَذلِكَ) أي ببيان الحقائق ، كما بين عدد ملائكة النار (يُضِلُّ اللهُ مَنْ يَشاءُ) فإنه إذا ذكر الحقيقة نفر عنها أناس ، فذلك إضلال لهم (وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ) إذ يتعلق بالإيمان أناس آخرون وذلك هداية لهم ، فإن إضلاله وهدايته ليسا بمعنى الجبر ، بل بمعنى إنزال آية أو بيان حكم يوجب الضلال والهدى ليمتحن الناس.
وبمناسبة بيان عدد جنوده الموكلين ، بالنار جاء السياق ليقرر حقيقة عامة بقوله : (وَما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ) الموكلين بكل شيء ، المحافظين لكل خلق (إِلَّا هُوَ) سبحانه وحده ، إلا إذا أعلم ذلك لبعض ، فليس لأحد أن يقول : أن جند كذا أكثر أو أقل مما يخبر الله سبحانه (وَما هِيَ) أي سقر التي تقدم الكلام حولها (إِلَّا ذِكْرى لِلْبَشَرِ) أي تذكرة لهم ، بمعنى أن ذكرها يذكرهم بالعذاب فيقلعوا عن المعاصي ، أو ان هذه السورة تذكرة لهم.
[٣٣] (كَلَّا) ليس الأمر على ما توهم هؤلاء الكفار من أنه لا حساب ولا جزاء (وَالْقَمَرِ) أي قسما بالقمر.