وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ (٣٣) وَالصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ (٣٤) إِنَّها لَإِحْدَى الْكُبَرِ (٣٥) نَذِيراً لِلْبَشَرِ (٣٦) لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ (٣٧) كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (٣٨)
____________________________________
[٣٤] (وَ) قسما ب (اللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ) ولّى وذهب ليأتي مكانه النهار.
[٣٥] (وَ) قسما ب (الصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ) أي إذا أضاء وجاء.
[٣٦] (إِنَّها) أي «سقر» التي تقدم الكلام حولها (لَإِحْدَى) الآيات (الْكُبَرِ) جمع كبري ، أي إحدى آيات الله العظمى ، فإن من قدر على خلق تلك الآيات من القمر والليل والنهار ، لقادر على خلق النار وسقر لتعذيب الكفار وغير المؤمنين ، ولعل اختيار الحلف بهذه الأمور لإيحائها بالظلمة المختلطة بشيء من الضياء ، كالنار التي هي كذلك ، كما أن سكون هذه الأمور يوحي بسكون أهل النار الشبيه بالموت بخلاف أهل الجنة الذين هم أحياء.
[٣٧] في حال كونها (نَذِيراً لِلْبَشَرِ) تنذرهم بأنهم إن لم يؤمنوا بها ابتلوا بها ، كما تقول : هذه السلاسل تنذر المجرمين.
[٣٨] (لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ) أيها البشر (أَنْ يَتَقَدَّمَ) إلى الخير لينجو (أَوْ يَتَأَخَّرَ) بالعصيان حتى يبتلي ، فلكل إنسان أن يختار مصيره «إما إلى جنة وإما إلى النار».
[٣٩] (كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ) من الطاعة أو المعصية (رَهِينَةٌ) كالرهن الذي هو محبوس في مقابل الدين ؛ فإن وفي الدين فك وإلا لم يفك ، وكذلك إذا وفى الإنسان بما عليه ـ من الإيمان والطاعة ـ فك وحظي بالثواب ، وإلا كان مصيره النار والبقاء في حبس الأبد.