إِلاَّ أَصْحابَ الْيَمِينِ (٣٩) فِي جَنَّاتٍ يَتَساءَلُونَ (٤٠) عَنِ الْمُجْرِمِينَ (٤١) ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (٤٢) قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (٤٣) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (٤٤) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخائِضِينَ (٤٥)
____________________________________
[٤٠] (إِلَّا أَصْحابَ الْيَمِينِ) الذين يعطى كتابهم بأيمانهم ، ويؤخذ بهم ـ يوم القيامة ـ ذات اليمين نحو الجنان ، فإنهم قد فكوا أنفسهم من الرهن بأعمالهم الصالحة.
[٤١] فإنهم (فِي جَنَّاتٍ يَتَساءَلُونَ) أي يسأل بعضهم من بعض ، أو من الملائكة ، أو من نفس المجرمين.
[٤٢] (عَنِ الْمُجْرِمِينَ) وعلى الأولين ، يلتفتون بعد السؤال إلى المجرمين ، كما قال سبحانه (إِنِّي كانَ لِي قَرِينٌ ..) إلى قوله : (فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَواءِ الْجَحِيمِ* قالَ تَاللهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ) (١) وعلى الثالث يكون المسؤول ابتداء هو المجرم.
[٤٣] فيقولون لهم : (ما سَلَكَكُمْ) أي ما أدخلكم أيها المجرمون (فِي سَقَرَ) في هذه النار العظيمة؟
[٤٤] (قالُوا) أي المجرمون في جوابهم (لَمْ نَكُ) نحن في الدنيا (مِنَ الْمُصَلِّينَ) أي ما كنا نصلي الصلوات المفروضة.
[٤٥] (وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ) إطعاما واجبا ، بإعطاء الزكاة ونحوها.
[٤٦] (وَكُنَّا نَخُوضُ) في الباطل (مَعَ الْخائِضِينَ) أي مع الذين يخوضون في الباطل ، وأصل «الخوض» الدخول في الشيء بجميع الجسم فكأن
__________________
(١) الصافات : ٥٢ ـ ٥٧.