وَقالُوا لَوْ شاءَ الرَّحْمنُ ما عَبَدْناهُمْ ما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ (٢٠) أَمْ آتَيْناهُمْ كِتاباً مِنْ قَبْلِهِ فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ (٢١) بَلْ قالُوا إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُهْتَدُونَ (٢٢) وَكَذلِكَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ
____________________________________
[٢١] وقد كان الكفار يعبدون الملائكة (وَقالُوا لَوْ شاءَ الرَّحْمنُ ما عَبَدْناهُمْ) بأن يمنعنا عن عبادتهم ، وقالوا ذلك في جواب المؤمنين الذين اعترضوا عليهم وكيف تعبدون الملائكة؟ (ما لَهُمْ بِذلِكَ) بأن الله شاء عبادة الملائكة (مِنْ عِلْمٍ) فمن أين لهم أن يثبتوا أن الله شاء عبادتهم للملائكة؟ (إِنْ هُمْ) أي ما هم (إِلَّا يَخْرُصُونَ) أي يكذبون في نسبة المشيئة إليه سبحانه.
[٢٢] (أَمْ آتَيْناهُمْ) أي هل أعطينا وأرسلنا إلى هؤلاء عبّاد الملائكة (كِتاباً) فيه أن اعبدوهم ـ بأن لم يعلموا المشيئة عقلا وإنما علموها نقلا ـ (مِنْ قَبْلِهِ) أي من قبل هذا القرآن الناهي لهم عن ذلك (فَهُمْ بِهِ) أي بذلك الكتاب (مُسْتَمْسِكُونَ) متمسكون آخذون به تبريرا لعبادتهم للملائكة؟
[٢٣] كلا! لا علم لهم ولا كتاب (بَلْ قالُوا) لتبرير موقفهم (إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ) أي على طريقة هي عبادة الملائكة (وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ) وما بقي من تقاليدهم وعاداتهم (مُهْتَدُونَ) فالأمر لا يخرج عن تقليد صرف.
[٢٤] وليس التقليد للآباء في الضلال والانحراف خاصا بهؤلاء الكفار بل الكفار السابقون يقولون بمثل هذا القول في مقابل الأنبياء (وَكَذلِكَ) أي كحال هؤلاء (ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ) يا رسول الله