فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلاَّ قالَ مُتْرَفُوها إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُقْتَدُونَ (٢٣) قالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آباءَكُمْ قالُوا إِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ (٢٤) فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (٢٥)
____________________________________
(فِي قَرْيَةٍ) من القرى ، والمراد بها المدينة (مِنْ نَذِيرٍ) أي رسول ينذرهم من الكفر والمعاصي (إِلَّا قالَ مُتْرَفُوها) أي المتنعمون فيها ، من أترف بمعنى تنعم ، والمراد به الرؤساء والكبراء ، لأنهم دائما يقابلون المصلحين بالإنكار والتخاصم (إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ) أي على طريقة وملة (وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُقْتَدُونَ) نقتدي بهم ، فلا نخالفهم في الطريقة باتباعكم أيها الأنبياء ، وذلك لأن في اتباعهم إبقاء لكيانهم ، بالإضافة إلى أن الألفة توجب تزين الأليف في النظر دون الجديد.
[٢٥] (قالَ) يا رسول الله لهم (أَ) تبقون على طريقة آبائكم (وَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آباءَكُمْ)؟ يعني لو كان ما أدعوكم إليه أكثر رشدا وهداية من طريقة الآباء؟ (قالُوا) في الجواب (إِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ) من الدين والشريعة (كافِرُونَ) سواء كان أهدى أم غيره.
[٢٦] (فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ) أي من أولئك الذين تمردوا على طاعة الأنبياء عليهالسلام وتمسكوا بالتقاليد البالية (فَانْظُرْ) يا رسول الله ، أو أيها الناظر (كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) للأنبياء؟ وفي هذا تهديد لكفار مكة إن لم يؤمنوا كانت عاقبتهم كعاقبة أولئك ، والمراد بالنظر : العلم والتفكير في أمرهم.