وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَراءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (٢٦) إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ (٢٧) وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ
____________________________________
[٢٧] ثم يأتي السياق لنقل قطعة من قصة إبراهيم عليهالسلام لشباهتها لقصة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم في أن قومه كانوا يعبدون الأصنام فأظهر التبرؤ منهم (وَ) اذكر يا رسول الله (إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ) آزر ، وكان عمه ، وإنما اسم أبيه «تارخ» وأطلق عليه لفظ «الأب» احتراما فإن الناس يسمون العم «أبا» والخالة «أما» كما في قصة يوسف عليهالسلام «ورفع أبويه» على ما ذكره جماعة ، من أن المرأة كانت خالته لا أمه (وَ) كما قال لأبيه قال ل (قَوْمِهِ) حين كانوا يعبدون الأصنام والكواكب (إِنَّنِي بَراءٌ) مصدر «برء» يطلق على المفرد والتثنية والجمع مذكرا ومؤنثا بلفظ واحد ، فهو من قبيل «زيد عدل» وإلا فالأصل «ذو براء» (مِمَّا تَعْبُدُونَ) من الأصنام.
[٢٨] وحيث إن العام شامل حتى الله سبحانه استثنى بقوله (إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي) أي خلقني وأوجدني من العدم (فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ) أصله سيهديني حذف ضمير المتكلم تخفيفا وتنسيقا ، وحيث إن الهداية شيء يحتاج إليها الإنسان في كل خطوة من خطوات الحياة ، صح الإتيان بالفعل المستقبل ، ولا ينافي ذلك وجودها في الإنسان سابقا ، ومن ذلك (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ).
[٢٩] (وَجَعَلَها) أي جعل إبراهيم كلمة التوحيد ـ المستفادة من قوله (إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي) ـ (كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ) أي في نسله وذريته بأن وصاهم بالتزامه والتمسك بها ، كما قال سبحانه (وَوَصَّى بِها إِبْراهِيمُ بَنِيهِ