لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (٢٨) بَلْ مَتَّعْتُ هؤُلاءِ وَآباءَهُمْ حَتَّى جاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ (٢٩) وَلَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُّ قالُوا هذا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كافِرُونَ (٣٠)
____________________________________
وَيَعْقُوبُ يا بَنِيَّ إِنَّ اللهَ اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (١) (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) كلما انحرفوا عن الطريق ، بأن يتذكروا الوصية فيرجعوا إلى التوحيد فإن الإنسان ـ حسب المحيط ـ ينحرف فإذا تذكر وصية جده رجع وتاب.
[٣٠] (بَلْ) لندع حديث إبراهيم إلى أحوال هؤلاء الكفار المعاصرين للرسول ، الذين جاءهم الحق عيانا فقالوا إنه سحر ـ فإنّا لم نكتف بالنسبة إليهم بكلمة إبراهيم في إرشادهم ، بل أرسلنا إليهم رسولا آخر ، ومع ذلك انحرفوا ـ (مَتَّعْتُ هؤُلاءِ) أي أنعمت عليهم بالصحة والنعمة وطول العمر (وَآباءَهُمْ) إذ كل جيل يلاقي الجيل السابق (حَتَّى جاءَهُمُ الْحَقُ) وهو القرآن أو الشريعة (وَرَسُولٌ مُبِينٌ) أي ظاهر مبيّن للنهج ، وهو محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
[٣١] (وَلَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُ) أي القرآن أو الشريعة أو الرسول (قالُوا هذا سِحْرٌ) ظاهر الآية يناسب كون المراد بالحق القرآن لأن غيره يحتاج إلى التأويل (وَإِنَّا بِهِ كافِرُونَ) فليس من عند الله تعالى ، وإنما الذي جاء به ساحر يريد السيطرة والاستعلاء بسحره ، وقد بين في هذه الآيات مختلف صنوف النعم والإرشاد على هؤلاء : تمتيعهم لأنفسهم ، وإبقاء آبائهم ، ووصية إبراهيم عليهالسلام ، ومجيء الرسول ،
__________________
(١) البقرة : ١٣٣.