وَقالُوا لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (٣١)
____________________________________
ومع ذلك لم يؤمنوا.
[٣٢] (وَقالُوا لَوْ لا) أي هلا (نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ) أي رجل من هذه القرية أو رجل من تلك (عَظِيمٍ)؟ صفة رجل ، أي رجل عظيم من مكة أو الطائف. في تفسير الإمام أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان قاعدا ذات يوم بفناء الكعبة إذ اجتمع جماعة من رؤساء قريش «إلى أن قال» : قال له عبد الله بن أبي أمية : لو أراد الله أن يبعث لنا رسولا لبعث أجلّ من في ما بيننا مالا وأحسنه حالا؟ فهلا نزل هذا القرآن الذي تزعم أن الله أنزله عليك وأبعثك به رسولا ، على رجل من القريتين عظيم ، إما الوليد بن المغيرة بمكة وإما عروة بن مسعود الثقفي بالطائف؟ فقال لهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : وأما قولك لو لا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم ، فإن الله ليس يستعظم مال الدنيا كما تستعظمه أنت ولا خطر له عنده كما له عندك ، بل لو كانت الدنيا عنده تعدل جناح بعوضة ، لما سقى كافرا به مخالفا له شربة ماء ، وليس قسمة الله إليك بل الله القاسم للرحمات والفاعل لما يشاء في عبيده وإمائه ، وليس هو عزوجل ممن يخاف أحدا كما تخافه أنت لماله وحاله ، فعرفته بالنبوة لذلك ، ولا ممن يطمع في أحد في ماله أو في حاله كما تطمع فيخصه بالنبوة لذلك ، ولا ممن يحب أحدا محبة الهوى كما تحب أنت فتقدم من لا يستحق التقديم وإنما معاملته بالعدل ، فلا يؤثر لأفضل مراتب الدين وجلاله إلا الأفضل في طاعته والأجدّ في خدمته وكذلك لا يؤخر في مراتب الدين والجلالة إلا