لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ (١) وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (٢) أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ (٣) بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ (٤)
____________________________________
[٢] (لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ) «لا» للنفي ، وقد سبق أن الإتيان بها لنكتة مليحة ، هي أن الحالف يريد أن يبين ويؤكد المطلب غير حالف مع الإيماء إلى الحلف ، كما تقول «لا أقسم بحياتك إلا أن الأمر كذا» تريد أن لا تحلف به ـ لأمر ـ مع الإلماع إلى الحلف لتحصل فائدة التأكيد.
[٣] (وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ) وهي النفس اليقظة التي تلوم صاحبها عن التقصير في خدمة الله سبحانه ، وإن كان الإنسان في أرقى درجات الطاعة. وقيل أن جهة نفي القسم أن الكفار لم يكونوا يقرّون بالمقسمين ، فكأنه قيل لا أحلف بهما لأنكم لا تقرون بذلك.
[٤] (أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ) أي هل يظن (أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ) بعد الموت لأن يحشر؟ والمعنى أيظن أنه لا قيامة ولا معاد؟.
[٥] وقد كان زعم الإنسان بعدم الجمع ، من جهة حسبانه انه تعالى غير قادر على ذلك ، ولذا جاء السياق لدفع هذا الزعم الباطل بقوله : (بَلى) نجمع عظامه فإنّا نكون (قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ) أي رؤوس أصابعه ، وهذا في غاية القدرة ، لأن خطوط أصابع الناس يختلف بعضها مع بعض وإن كان البشر عشرات الآلاف من الملايين ، ومن يقدر على صنع وإعادة أدق أجزاء الإنسان قادر على إعادة غير ذلك من سائر أجزائه : قالوا : وأعجب ما في الإنسان أربعة : اختلاف الأصوات ، والوجوه ، وخطوط البنان ، وذبذبات الخطوط حتى أنّ