بَلْ تُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ (٢٠) وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ (٢١) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ (٢٢) إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ (٢٣) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ (٢٤) تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ (٢٥) كَلاَّ إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ (٢٦)
____________________________________
ولا تتفكرون في المعاد «إرادة لأن تفجروا أمامكم» (بَلْ تُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ) أي الدنيا الحاضرة.
[٢٢] (وَتَذَرُونَ) أي تتركون (الْآخِرَةَ) فلا تعملون لها.
[٢٣] فاعلموا أن من عمل هنا للآخرة كان حاله هناك حسنا ، ومن لم يعمل كان حاله سيئا (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ) أي في يوم القيامة (ناضِرَةٌ) أي ناعمة بهيجة حسنة وهي وجوه المؤمنين.
[٢٤] (إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ) أي إلى رحمته سبحانه وفضله ولطفه ، وهذا كما تقول «أنظر إلى فلان» وهو بعيد عنك ، تريد إلى فضله ورحمته ، أو إلى حركاته وأعماله.
[٢٥] (وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ) أي في يوم القيامة (باسِرَةٌ) شديدة العبوس والتقطيب ، فإن الإنسان المحزون الخائف يبسر وجهه ، وهي وجوه الكافرين والعصاة.
[٢٦] (تَظُنُ) أصحاب تلك الوجوه ، ونسبة الظن إلى الوجوه مجاز (أَنْ يُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ) أي داهية تكسر فقار الظهر من شدتها ، وإنما قال «تظن» لأن الإنسان مهما رأى العذاب قريبا لا يستعد لأن يعترف بنزوله عليه رجاء أن يدفع عنه ، فهو ظان بالعذاب لا متيقن.
[٢٧] (كَلَّا) ليس الأمر على ما توهم الكفار من أنها دنيا بلا آخرة ، فإنه سيظهر لهم كذب هذا الزعم (إِذا بَلَغَتِ) الروح (التَّراقِيَ) جمع