وَقِيلَ مَنْ راقٍ (٢٧) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِراقُ (٢٨) وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (٢٩) إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ (٣٠) فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى (٣١) وَلكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (٣٢) ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى (٣٣)
____________________________________
«ترقوة» ، وهي العظام المكتنفة بالحلق ، وهذا كناية عن الإشراف على الموت.
[٢٨] (وَقِيلَ مَنْ راقٍ) لعل المراد أن الملائكة تسأل بعضها بعضا من يرقى بروح هذا الشخص هل ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب؟
[٢٩] (وَظَنَ) المحتضر أو من حضره (أَنَّهُ الْفِراقُ) أي أن الذي نزل به هو فراقه من الدنيا ، وابتعاده عن الأحبة.
[٣٠] (وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ) هذا كناية عن عدم الحيلة في إرجاعه إلى الدنيا ، وشفائه من الموت ، فإن الإنسان الذي تلتف رجليه ، لا يتمكن من الهرب والفرار عن المكروه.
[٣١] (إِلى رَبِّكَ) أيها الإنسان (يَوْمَئِذٍ) أي في يوم الاحتضار (الْمَساقُ) أي السوق ، فلا علاج إلا الذهاب إليه ، وقد تم عمرك في الدنيا.
[٣٢] فهل عمل هذا الإنسان الكافر عملا ينجيه هناك؟ كلا (فَلا صَدَّقَ) ما يجب التصديق به (وَلا صَلَّى) لله الصلوات المفروضات.
[٣٣] (وَلكِنْ) عوض ذلك (كَذَّبَ) بالله وما يجب الإيمان به (وَتَوَلَّى) أي أعرض عن الحق.
[٣٤] (ثُمَ) لترتيب الكلام ، لا لترتيب المطلب في الخارج (ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى) أي يتكبر افتخارا بتكذيبه ، من المط وهو التمدد ، فإن الإنسان