أَوْلى لَكَ فَأَوْلى (٣٤) ثُمَّ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى (٣٥) أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً (٣٦) أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى (٣٧)
____________________________________
المتبختر يمدد بدنه ، ولعل المراد ب «ذهب إلى أهله» أن المتبختر إنما يظهر معظم كبره لأهله حين يرجع إليهم من خارج البيت.
[٣٥] (أَوْلى لَكَ) الحالة التي أنت عليها من الإيمان والإطاعة ، والإتيان ب «لك» بمعنى أن المتكبر الطاغي أولى له حالته السيئة من الأمر الحسن الذي يدعى إليه ، لأنها تجانسه لا الحسن (فَأَوْلى) أي أيضا نقول أولى لك تأكيدا لعدم قابليته للإيمان والهداية.
[٣٦] (ثُمَّ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى) للتأكيد. وقد روى أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أخذ ذات مرة بيد أبي جهل وقال له : «أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى» فقال أبو جهل : بأي شيء تهددني لا تستطيع أنت ولا ربك أن تفعلا بي شيئا وإني لأعز أهل هذا الوادي ، فأنزل الله سبحانه هذه الآية (١).
أقول : وقد تمكن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وربه تعالى أن يفعلا به كل شيء ، فقد قتل أبو جهل في بدر ، والتحق بالسعير. ولفظة «أولى لك» تهديد ، أي إنك سترى عاقبة ما اخترت من الانحراف.
[٣٧] (أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ) أي هل يظن الإنسان (أَنْ يُتْرَكَ سُدىً) أي مهملا بلا أمر ولا نهي ولا حساب ولا جزاء؟ فإن «سدى» بمعنى «مهمل».
[٣٨] (أَلَمْ يَكُ) الإنسان (نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى) أي يصب ويراق ألا يستدل بذلك وبما اختلف عليه من الأطوار أن الله قادر على أن يعيده.
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ١٨ ص ١٦٨.