وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً (٢٤) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (٢٥) وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً (٢٦) إِنَّ هؤُلاءِ يُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ وَيَذَرُونَ
____________________________________
(وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ) أي من هؤلاء (آثِماً) أي عاصيا (أَوْ كَفُوراً) أي كافرا ، يعني لا تطع الآثم في إثمه ولا الكفور في كفره ، بأن لا تبلغ الأصول أو الفروع إطاعة لها وجلبا لرضائها فقد ورد أن أبا جهل نهى الرسول عن الصلاة ، كما أن عتبة والوليد قالا له صلىاللهعليهوآلهوسلم : ارجع عن هذا الأمر ونحن نرضيك بالمال والتزويج (١). والآية عامة تشمل كل كافر يأمر بالكفر وآثم يأمر بالإثم.
[٢٦] (وَاذْكُرِ) يا رسول الله (اسْمَ رَبِّكَ) بالذكر والدعاء والصلاة (بُكْرَةً) أي صباحا (وَأَصِيلاً) أي عصرا ، يعني استمر على شأنك والدعاء إليه في طرفي النهار.
[٢٧] (وَمِنَ اللَّيْلِ) أي بعض الليل (فَاسْجُدْ لَهُ) أي لله سبحانه والمراد بالسجود الصّلاة والعبادة ، أي اخضع لله سبحانه (وَسَبِّحْهُ) أي سبح الله ونزهه عما لا يليق به (لَيْلاً طَوِيلاً) فإن الليل ربيع العباد يتخذون طوله وسيلة للضراعة والاستكانة ، فإن الخواطر الكامنة لا تجيش إلا بطول الضراعة والابتهال. وقد ورد أن «بكرة» لصلاة الصبح و «أصيل» للظهرين و «اسجد له» للعشائين و «سبّحه» لصلاة الليل.
[٢٨] (إِنَّ هؤُلاءِ) الكفار الذين تراهم معرضين عن الله مقبلين على شهواتهم (يُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ) أي الدنيا والشهوات العاجلة (وَيَذَرُونَ)
__________________
(١) عين العبرة : ص ٦٠.