عَمَّ يَتَساءَلُونَ (١) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (٢) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (٣)
____________________________________
[٢] (عَمَّ يَتَساءَلُونَ) أصله «عن ما» مركبة من «عن» الجارة و «ما» الاستفهامية ، ثم أدغمت النون في الميم لقرب مخرجهما ، وحذفت الألف من «ما» على ما هي القاعدة من حذفها مطلقا إذا دخل على «ما» حرف الجر ، فيقال «بم ، ولم ، وعم» وهكذا. والمعنى عما ذا يتساءل الكفار بعضهم عن بعض ، فقد قال في المجمع قالوا : لما بعث رسول الله وأخبرهم بتوحيد الله تعالى وبالبعث بعد الموت وتلا عليهم القرآن جعلوا يتساءلون بينهم ـ أي يسأل بعضهم بعضا على طريق الإنكار والتعجب ـ فيقولون : ماذا جاء به محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وما الذي أتى به؟ فأنزل الله تعالى «عم يتساءلون» (١).
أقول : والمراد بالاستفهام التفخيم ، كما تقول : أية قصة هذه؟ إذا أردت تفخيمها ، وورد في جملة من الأحاديث : أن المراد بالنبإ العظيم الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام (٢) ، وهذا من باب المصداق ـ إن أريد بالآية الأعم ، ومن باب البطون إن أريد بها القيامة فقط.
[٣] ثم جاء الجواب (عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ) أي الخبر المهم ، وهو ما يتعلق بالمبدأ والمعاد.
[٤] (الَّذِي) أي النبأ الذي (هُمْ) أي هؤلاء الكفار (فِيهِ) أي في ذلك النبأ (مُخْتَلِفُونَ) فمن مصدق له باعتبار كونه من أهل الكتاب أو من أشبههم ، ومن مكذب له.
__________________
(١) مجمع البيان : ج ١٠ ص ٢٣٩.
(٢) الكافي : ج ١ ص ٢٠٧.