كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ (٤) ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ (٥) أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً (٦) وَالْجِبالَ أَوْتاداً (٧) وَخَلَقْناكُمْ أَزْواجاً (٨) وَجَعَلْنا نَوْمَكُمْ سُباتاً (٩)
____________________________________
[٥] (كَلَّا) ليس الأمر كما قالوا وزعموا ، حيث أنكروا التوحيد والرسالة والمعاد (سَيَعْلَمُونَ) عاقبة تكذيبهم وصدق الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم.
[٦] (ثُمَ) لترتيب الكلام (كَلَّا) ليس الأمر كما زعموا (سَيَعْلَمُونَ) عند موتهم أو في يوم القيامة : إن الأمر كان كما أخبر الرسول ، وإنهم كانوا في ضلال وانحراف ، وهذا تهديد بعقب تهديد.
[٧] ثم جاء السياق ليذكر طرفا من نعمه سبحانه الدالة على وجوده وسائر صفاته ، حجة على المنكرين : (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً)؟ أي وطاء وقرارا مهيّأ للتصرف ، كالمهد الذي يستقر فيه الطفل من غير أذية.
[٨] (وَ) ألم نجعل (الْجِبالَ أَوْتاداً) جمع «وتد» وهو «المسمار» أي مسامير للأرض حتى لا تتشقق ولا تتبعثر في الهواء من جراء الحركة والجاذبيات ، كالوتد الذي يربط بعض ألواح الخشب ببعض حتى لا تنفصم.
[٩] (وَخَلَقْناكُمْ) أيها البشر (أَزْواجاً) جمع «زوج» ، وهو الصنف ، أي أصنافا وأشكالا ، باختلاف ألوانكم ، وألسنتكم ، ومدارككم إلى غير ذلك من الاختلافات.
[١٠] (وَجَعَلْنا نَوْمَكُمْ) أيها البشر (سُباتاً) أي قاطعا للعمل لأجل الاستراحة ، ومنه سبت أنفه : إذا قطعه ، فمن يا ترى جعل هذه الأمور غير الله سبحانه؟!