وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً (١٠) وَجَعَلْنَا النَّهارَ مَعاشاً (١١) وَبَنَيْنا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِداداً (١٢) وَجَعَلْنا سِراجاً وَهَّاجاً (١٣) وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً (١٤)
____________________________________
[١١] (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً) أي غطاء وسترة يستر كل شيء كما يستر اللباس البدن ، وذلك لحكمة الاستراحة والانصراف عن العمل ، فإن الليل لو كان مثل النهار لم يهدأ الإنسان ولم يهنأ بالراحة ، بالإضافة إلى أن ظلمة الليل تساعد على الراحة والنوم ـ كما قالت الأطباء ـ.
[١٢] (وَجَعَلْنَا النَّهارَ مَعاشاً) المعاش هو العيش ، أي وقت العيش تتقلبون فيه لتحصيل أسباب العيش والبقاء ، وهذا من الإسناد المجازي ، فإن النهار زمان العيش لا نفسه.
[١٣] (وَبَنَيْنا فَوْقَكُمْ) أي خلقنا وصنعنا فوقكم أيها البشر (سَبْعاً) أي سبع سماوات ، والمراد بها مدارات الكواكب السيارة ، أو ما أشبه (شِداداً) جمع «شديد» أي محكمة الصنع متقنة الأسلوب والنظام.
[١٤] (وَجَعَلْنا) في السماوات (سِراجاً) أي مصباحا ، والمراد به الشمس (وَهَّاجاً) أي وقادا متلألأ بالنور ، من «وهج» بمعنى أنار وأضاء.
[١٥] (وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ) بصيغة اسم الفاعل ، والمراد بها السحائب ، فإنها تعصر نفسها ، بما أودع فيها من الطاقات العاصرة حتى تمطر ، كالغسالة التي تعصر الثوب حتى تخرج قطرات الماء منه. أو المراد بالمعصرات الرياح التي تعصر السحائب ، ومعنى «من» نشوية (ماءً ثَجَّاجاً) أي صبابا دفاعا في الصبابة ، من «ثج» بمعنى انصب بكثرة ، والمراد المطر الكثير الانصباب.