لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَباتاً (١٥) وَجَنَّاتٍ أَلْفافاً (١٦) إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كانَ مِيقاتاً (١٧) يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْواجاً (١٨) وَفُتِحَتِ السَّماءُ فَكانَتْ أَبْواباً (١٩)
____________________________________
[١٦] وإنّا أنزلنا المطر (لِنُخْرِجَ بِهِ) أي بواسطة ماء المطر (حَبًّا) كالحنطة ونحوها (وَنَباتاً) كل ما ينبت من أنواع المزروعات.
[١٧] (وَ) نخرج به (جَنَّاتٍ) أي بساتين (أَلْفافاً) أي ملتفة الشجر ، وهو جمع «لف» يراد به الشجر الملتف بعضه ببعض ، ويسمى البستان «جنة» لتسترها بالأشجار.
[١٨] ثم يأتي السياق لبيان المعاد ، بعد ما ذكر جملة من أدلة الألوهية (إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ) الذي يفصل فيه بين الخلائق ، ليجزي كل إنسان بما عمل من خير وشر ، وهو يوم القيامة (كانَ مِيقاتاً) أي وقتا وزمانا لما وعد الله سبحانه من الحساب والجزاء ، فإن «الميقات» يستعمل بمعنى الزمان وبمعنى المكان ـ كمواقيت الحج ـ.
[١٩] ثم بين ذلك بقوله : (يَوْمَ) بدل من «يوم الفصل» (يُنْفَخُ فِي الصُّورِ) أي البوق ، ينفخ فيه إسرافيل لحشر الخلائق وحياتهم بعد الموت ، كما ينفخ النافخ في البوق لحركة القافلة أو الجيش أو من أشبه ، وهذه هي النفخة الثانية (فَتَأْتُونَ) أيها البشر من قبوركم أحياء (أَفْواجاً) جمع «فوج» ، أي جماعات جماعات ، كأن كل جماعة تشتمل على المشاكلين في العمل.
[٢٠] (وَفُتِحَتِ السَّماءُ) أي انشقت وظهرت فيها أبواب (فَكانَتْ) السماء (أَبْواباً) فإن كلما تتبدل بشكل أبواب تنزل الملائكة منها للحساب