لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَلا شَراباً (٢٤) إِلاَّ حَمِيماً وَغَسَّاقاً (٢٥) جَزاءً وِفاقاً (٢٦) إِنَّهُمْ كانُوا لا يَرْجُونَ حِساباً (٢٧) وَكَذَّبُوا بِآياتِنا كِذَّاباً (٢٨)
____________________________________
مِمَّا تَعُدُّونَ) (١) (٢) أقول : أما المعاند من أهل الباطل فلا مخرج له منها.
وأما العصاة فإنهم يخرجون بعد أزمنة طويلة ـ حسب اختلاف عصيانهم ـ.
[٢٥] (لا يَذُوقُونَ فِيها) أي في جهنم (بَرْداً وَلا شَراباً) فلا هواء بارد ، ولا طعام بارد ، ولا شيء بارد لهم هناك ، ولا شراب يشربون ليروى عطشهم المتزايد.
[٢٦] (إِلَّا حَمِيماً) وهو الماء الحار المغلي (وَغَسَّاقاً) وهو صديد أهل النار ، والاستثناء منقطع ، أي لا يذوقون إلا الحميم والغساق أما البرد والشراب فليس لهم ، أو متصل بقوله «شرابا».
[٢٧] وإنما يجزون بذلك (جَزاءً) على كفرهم وعصيانهم (وِفاقاً) أي وفق أعمالهم وبقدرها.
[٢٨] ثم يأتي البيان ليبين أعمالهم التي استحقوا بها هذا العذاب :
(إِنَّهُمْ كانُوا) في الدنيا (لا يَرْجُونَ حِساباً) أي لم يكونوا يتوقعون القيامة ، بل كانوا يكذّبون بها ، وكأن لفظة «لا يرجون» باعتبار أن كل متوقع لشيء إنما يحتمل النجاح فيه.
[٢٩] (وَكَذَّبُوا بِآياتِنا) التي أقمناها على المبدأ والرسالة والمعاد (كِذَّاباً) أي تكذيبا ، فلم يكونوا يقبلون الآيات الدالة على الألوهية والرسالة والمعاد.
__________________
(١) معاني الأخبار : ص ٢٢٠.
(٢) الحج : ٤٨.