قالُوا تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ (١٢) فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ (١٣) فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ (١٤) هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى (١٥)
____________________________________
بلى. أي كيف نرجع إلى حالتنا الأولى بعد أن متنا وصرنا عظاما؟.
[١٣] (قالُوا) هؤلاء المنكرون للمعاد (تِلْكَ) أي تلك الرجعة التي تقولون بها أنتم المؤمنون (إِذاً) أي إذا كانت كما تقولون (كَرَّةٌ) أي رجعة إلى الدنيا (خاسِرَةٌ) فإن الإنسان خاسر في تلك الكرة ، وإنما أسندت الخسارة إلى الكرة مجازا ، بعلاقة الظرف والمظروف. وقد قال الكفار ذلك على وجه الاستهزاء ، لأنهم لم يكونوا يرضون بذلك.
[١٤] وجاء الردّ عليهم بقوله : (فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ) أي أن الكرة ليست صعبة على الله سبحانه ، وإنما الكرة هي صيحة واحدة يصيح بها إسرافيل في الصور ـ في النفخة الثانية ـ وسميت الصيحة «زجرة» لأنها تزجر وتردع المخاطب عن سيره الأول إلى نحو السير الثاني.
[١٥] (فَإِذا هُمْ) أي البشر كلهم (بِالسَّاهِرَةِ) أي راجعون عن بطون الأرض إلى ظاهرها ، فإن «الساهرة» هي وجه الأرض ، وإنما سميت بذلك لأن الإنسان يسهر عليها ولا ينام ـ إذا كان في صحراء ـ خوفا من العدو والسبع ـ بعلاقة الحال والمحل ، فإن الإنسان يسهر في الأرض ، لكن السهر نسب إلى المحل. وفيه إشارة إلى أن المحشر يكون في أرض مستوية كالفلات لا اعوجاج فيها ولا بناء ولا شجر.
[١٦] ثم يأتي السياق ليبين طرفا من قصة موسى وفرعون ليعتبر الكفار كيف عوقب فرعون لما لم يؤمن (هَلْ أَتاكَ) أي هل جاءك وهل سمعت (حَدِيثُ مُوسى) أي قصته.