وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (١) الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (٢) وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (٣) أَلا يَظُنُّ أُولئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (٤) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (٥)
____________________________________
[٢] (وَيْلٌ) وهي كلمة تقال بمعنى سوء الحال ، أي أن سوء الحال (لِلْمُطَفِّفِينَ) و «التطفيف» هو نقص الكيل والميزان.
[٣] ثم فسره سبحانه بقوله : (الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ) أي كالوا ما على الناس ليأخذوه لأنفسهم ، كما لو دفعوا مالا لاشتراء من من الحنطة ، فإذا كالوها (يَسْتَوْفُونَ) أي يأخذون بمقدار حقهم وافيا ، ولما كان الكيل والوزن من جنس واحد اكتفى بأحدهما عن ذكر الآخر.
[٤] (وَإِذا كالُوهُمْ) أي كالوا لهم (أَوْ وَزَنُوهُمْ) أي وزنوا لهم ، بأن أرادوا بيع من من الحنطة مثلا للناس وقبض الثمن لأنفسهم (يُخْسِرُونَ) أي ينقصون فيما يعطون ، فمثلا ينقصون من المنّ حقة. ولا يخفى أن العمل الأول ليس محرما ، وإنما يكون بشعا إذا قيس بالعمل الثاني ، كما أن إطراء الناس في وجههم ليس محرما ، ولكن إذا ضم إلى ذمهم في قفاهم صار بشعا ، وسمي الفاعل لذلك ذا لسانين ، وكان له يوم القيامة لسانان من نار ـ كما ورد ـ.
[٥] ثم يأتي السياق ليهددهم بقوله : (أَلا يَظُنُ) والإتيان بلفظ الظن لإفادة أن مجرد الظن كاف في الانقطاع ، فكيف بالعلم (أُولئِكَ) المطففون (أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ) ، أي يبعثون.
[٦] (لِيَوْمٍ عَظِيمٍ) في يوم القيامة الذي يحاسب فيه كل إنسان بما عمل.