يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ (٦) كَلاَّ إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ (٧) وَما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ (٨) كِتابٌ مَرْقُومٌ (٩) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (١٠) الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (١١)
____________________________________
[٧] وهو (يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ) من قبورهم (لِرَبِّ الْعالَمِينَ) أي لحسابه وجزائه.
[٨] (كَلَّا) ليس الأمر على ما زعمتم من أنه لا حساب ولا جزاء ، بل هناك يجازي كل إنسان بما عمل ، ف (إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ) جمع فاجر ، وهو العاصي لله سبحانه ، سواء كان بالكفر أو الإثم ، والمراد بكتابهم ما أدرج فيه أسماؤهم وخصوصياتهم (لَفِي سِجِّينٍ) وهو السجل على جهة التخليد فيه ، يعني أنه قرر لهم السجن الأبدي ، وهكذا سجل أسماؤهم بأنهم في سجين ، كما تقول : «كتاب فلان في المجرمين» أي أنه كتب مجرما في ضمن سائر المجرمين.
[٩] ثم جاء السياق لتهويل أمر سجين بقوله : (وَما أَدْراكَ) أيها الإنسان ، أو يا رسول الله (ما سِجِّينٌ)؟ فما أعلمك به ، بل أنتم لا تدرون به.
[١٠] إنما هو (كِتابٌ مَرْقُومٌ) قد رقم وكتب وفرغ منه ، فلا يمكن تبديله وتغييره ، بأن يمحي اسم الفاجر منه ، ليدرج في كتاب الأبرار.
[١١] (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ) أي في يوم القيامة (لِلْمُكَذِّبِينَ).
[١٢] ثم حدد معنى المكذبين ، والمراد بهم بقوله : (الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ) أي بيوم القيامة ، فإن الدين بمعنى الجزاء ، والتكذيب بيوم القيامة يلازم التكذيب بسائر الأصول.