وَمِزاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ (٢٧) عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ (٢٨) إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ (٢٩) وَإِذا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغامَزُونَ (٣٠)
____________________________________
فإنها زائلة فانية.
[٢٨] (وَمِزاجُهُ) أي الشيء الذي مزج بذلك الرحيق (مِنْ) عين تسمى بال (تَسْنِيمٍ) وهي عين جيدة ، سميت بالتسنيم لارتفاعها ، من سنم بمعنى ارتفع.
[٢٩] في حال كون ذلك التسنيم (عَيْناً) أو منصوب على المدح (يَشْرَبُ بِهَا) أي منها (الْمُقَرَّبُونَ) الذين قربوا إلى رضوان الله تعالى بأعمالهم الصالحة.
[٣٠] ثم يأتي ليبين أن ما يراه المجرم والمحسن هناك إنما هو جزاء أعمالهم (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا) أي فعلوا الجرائم والآثام في دار الدنيا (كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ) على وجه السخرية بهم والاستهزاء لهم ، و «من» ابتدائية ، كأن ضحكهم كان يبتدئ وينشأ من طرف المؤمنين ، وهذا حكاية عن أحوالهم وهم في الدنيا وكأن الحكاية في الآخرة حين يعاتب المجرمين ويثاب المحسنون.
[٣١] (وَإِذا مَرُّوا) أي المؤمنون (بِهِمْ) أي بالمجرمين (يَتَغامَزُونَ) بأن يشير بعضهم إلى بعض بالعين والحاجب استهزاء بالمؤمنين ، ومن المعلوم أن الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام كان ممن يتغامز به المنافقون ولذا ورد في بعض الروايات تفسير الآية بذلك (١) ، وهو من باب المصداق.
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ١٨ ص ١٧٢.