إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ (١) وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ (٢) وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (٣) وَأَلْقَتْ ما فِيها وَتَخَلَّتْ (٤) وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ (٥) يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً
____________________________________
[٢] (إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ) أي تصدّعت وانفرجت ، كما ينشق الحائط فيظهر للعين في السماء لون الانفطار والانشقاق ، وتتناثر النجوم لاختلال النظام.
[٣] (وَأَذِنَتْ) السماء (لِرَبِّها) أي خالقها ، والمراد انقادت لله سبحانه ، وأصل الإذن الاستماع ، يقال «أذن فلان لأمري» أي استمع ، واستعمل مجازا بمعنى الانقياد بعلاقة السبب والمسبب (وَحُقَّتْ) أي وحق لها أن تأذن وتنقاد ، وإنما جيء بالمجهول لأن المعنى أنها جعلت حقيقة بالانقياد ، بأن خلقت بكيفية تنقاد وتطيع الأمر.
[٤] (وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ) أي بسطت باندكاك جبالها حتى تصير كالصحيفة الملساء فتوسع لأنه لا عوج فيها ولا أمت.
[٥] (وَأَلْقَتْ ما فِيها) أي أخرجت ما في جوفها من الكنوز والمعادن والأموات (وَتَخَلَّتْ) أي خلت فلم يبق في بطنها شيء.
[٦] (وَأَذِنَتْ) أي انقادت الأرض (لِرَبِّها) الله سبحانه (وَحُقَّتْ) لها أن تأذن بالإطاعة والانقياد ، والجواب ل «إذا» محذوف ، أي انقسم الناس إلى قسمين ناج وهالك ، يدل على ذلك قوله «فأما من» الآتية.
[٧] ثم توجه الخطاب إلى الإنسان ليستعد لهذا اليوم المهول (يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً) «الكدح» هو السعي الشديد في الأمر ، أي سعى إلى ربّه ـ أي إلى جزائه وحسابه ـ سعيا شديدا ، فإن