وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ (١) وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (٢) وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (٣) قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ (٤)
____________________________________
[٢] (وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ) أي قسما بالسماء التي هي صاحبة البروج ، جمع برج وهو القطعة من السماء ، سميت برجا لظهوره ، من برج : إذا ظهر ، والبروج هي الحمل والثور والجوزاء والسرطان والأسد والسنبلة والميزان والعقرب والقوس والجدي والدلو والحوت ، والقمر في سيره النفسي يقطع كل برج في ظرف يومين ونصف ، والشمس تقطعه في ظرف شهر.
[٣] (وَ) قسما ب (الْيَوْمِ الْمَوْعُودِ) وهو يوم القيامة ، الذي وعد به الخلق.
[٤] (وَ) قسما ب (شاهِدٍ وَمَشْهُودٍ) في ذلك اليوم ، أو كل شاهد ومشهود.
وهذا الأقرب بالعموم ، وإن أورد في التفسير معاني مختلفة لهما.
[٥] (قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ) هو الشق العظيم في الأرض ، أي قتل الله أصحاب الأخدود الكفار الذين حفروا الأخاديد في الأرض لتعذيب المؤمنين ، وهذا دعاء على أولئك الكفار ، وكان من قصتهم على ما نقله القمي : إن الذي هيج الحبشة على غزو اليمن ذو نواس ، وهو آخر من ملك من حمير تهود واجتمعت معه حمير على اليهودية ، وسمى نفسه يوسف ، وأقام على ذلك حينا من الدهر ، ثم أخبر أن بنجران بقايا قوم على دين النصرانية وكانوا على دين عيسى وعلى حكم الإنجيل ، ورأس ذلك الدين عبد الله بن برياس ، فحمله أهل دينه على أن يسير إليهم ويحملهم على اليهودية ويدخلهم فيها فسار حتى قدم نجران ، فجمع من كان بها على دين النصرانية ، ثم عرض عليهم دين اليهودية والدخول فيه فأبوا عليه ، فجادلهم وعرض عليهم وحرص الحرص كله