النَّارِ ذاتِ الْوَقُودِ (٥) إِذْ هُمْ عَلَيْها قُعُودٌ (٦) وَهُمْ عَلى ما يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (٧) وَما نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (٨)
____________________________________
فأبوا عليه وامتنعوا من اليهودية والدخول فيها واختاروا القتل ، فاتخذ لهم أخدودا وجمع فيه من الحطب وأشعل فيه النار ، فمنهم من أحرق بالنار ومنهم من قتل بالسيف ومثلّ بهم كل مثلة فبلغ عدد من قتل وأحرق بالنار عشرين ألفا وأفلت رجل منهم يدعى «دوس» (١).
[٦] (النَّارِ) بدل عن أخدود أي أصحاب النار (ذاتِ الْوَقُودِ) الكثير ، إشارة إلى عظم تلك النار ، والوقود : هو الحطب الذي توقد به النار.
[٧] (إِذْ هُمْ) أي أولئك الأصحاب الكفار (عَلَيْها) أي على حوالي النار (قُعُودٌ) جمع قاعد ، أي كان الكفار قاعدين أطراف النار يشاهدون ما يفعل بالمؤمنين من رميهم فيها.
[٨] (وَهُمْ) الملك الكافر وأصحابه (عَلى ما يَفْعَلُونَ) جلاوزتهم (بِالْمُؤْمِنِينَ) من إلقائهم في النار (شُهُودٌ) جمع شاهد ، أي حاضرون مشاهدون ، وهذا ذم لهم كيف رضوا وسمحت لهم أنفسهم بأن يشاهدوا هذا النحو من التعذيب البشع.
[٩] (وَما نَقَمُوا مِنْهُمْ) أي ما كره الملك وأصحابه من المؤمنين (إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللهِ) ويتركوا دين الملك الباطل (الْعَزِيزِ) الغالب في سلطانه (الْحَمِيدِ) المجرد في أفعاله ، إشارة إلى أن الغلب كان للمؤمنين ،
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ص ٤١٣.