الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (٩) إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذابُ الْحَرِيقِ (١٠) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ذلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ (١١)
____________________________________
وإن صال الملك وجال أياما ، كما أن ما فعل بالمؤمنين كان لحكمة وصلاح لهم لعلو درجاتهم.
[١٠] (الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) فهو المالك المطلق لهما (وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) أي حاضر عالم ، فلم يغب عنه ما فعلوا بالمؤمنين فسينتقم منهم.
[١١] (إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ) أي عذبوهم وأحرقوهم بنار الأخدود ، من أصحاب ذلك الملك الطاغي (ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا) بعد ذلك بالإيمان والطاعة (فَلَهُمْ عَذابُ جَهَنَّمَ) في الآخرة بكفرهم (وَلَهُمْ عَذابُ الْحَرِيقِ) بما أحرقوا المؤمنين ، وكأن المراد بعذاب جهنم سائر أنواع عذابها من لدغ السامات وأكل الزقوم ، وشرب الغسلين وما أشبه ، و «حريق» اسم النار ، ولذا أضيف إليه «عذاب».
[١٢] وفي مقابل أولئك المؤمنون (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا) بالله ورسوله واليوم الآخر (وَعَمِلُوا) الأعمال (الصَّالِحاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ) أي بساتين ، وسميت جنة لتستر أرضها بالأشجار والقصور (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا) أي من تحت قصورها وأشجارها (الْأَنْهارُ) من عسل ولبن وخمر وماء وغيرها (ذلِكَ) التنعم بتلك الجنات (الْفَوْزُ) والفلاح (الْكَبِيرُ) الذي ليس فوقه فوز. ولعل المراد ب (إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا) ، و (إِنَّ الَّذِينَ