وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ (١) وَما أَدْراكَ مَا الطَّارِقُ (٢) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (٣) إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ (٤) فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ (٥) خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ (٦)
____________________________________
[٢] (وَالسَّماءِ) أي قسما بالسماء (وَالطَّارِقِ) أي قسما بالطارق وهو الذي يأتي ليلا ، سمي طارقا لأنه يطرق الباب ، أما في النهار فقد كانت العادة الجارية لديهم أن تفتح الأبواب ، فإذا جاء أحد استأذن ودخل ، والمراد به هنا النجم الذي يطلع ليلا.
[٣] (وَما أَدْراكَ) أيها الإنسان ، أو أيها الرسول (ما) هو (الطَّارِقُ)؟ وذلك لتعظيم شأنه.
[٤] هو (النَّجْمُ الثَّاقِبُ) الذي يثقب السماوات بنوره ، ومن يعرف عظم النجوم وكثرة بعدها حتى أنها تحتاج إلى سنوات ضوئية حتى توصل نورها إلى الأرض يعرف عظم هذا القسم. والظاهر أن المراد بالنجم الجنس لا خصوص نجم واحد ، وما ذكر له في التفسير من المصداق فهو من باب المثال.
[٥] (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ) أي ما كل إنسان (لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ) أي إلّا عليها حافظ من قبل الله سبحانه ، وهم الملائكة الذين يحفظون البشر من المهالك كما يحفظون أعمالهم ، وهذا هو متعلق القسم.
[٦] وإذا كان الإنسان في شكّ من الإله فليفكر في أصله ونشأته (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ) أي ليفكر ويتدبر (مِمَّ خُلِقَ) أي مما ذا خلق؟ وما هو أصله؟
[٧] (خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ) أي ماء يدفق ، والدفق هو الصب الذي فيه دفع وقوة ، فإن المني يخرج هكذا.