سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (١) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (٢) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدى (٣) وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعى (٤) فَجَعَلَهُ غُثاءً أَحْوى (٥)
____________________________________
[٢] (سَبِّحِ) أي نزّه يا رسول الله ، أو أيها المخاطب (اسْمَ رَبِّكَ) عما لا يليق به من الشرك والولد ، فلا تنسب إليه شيئا ينافي مقام الألوهية وذكر «اسم» للتعظيم ، فمن يجب أن يسبح اسمه يجب أن يسبح هو بالأولى (الْأَعْلَى) أي الأرفع من كل شيء ، فلا شيء أرفع منه في العلم أو القدرة أو الخلق أو الرزق أو غير ذلك من سائر صفات الذات وصفات الفعل.
[٣] (الَّذِي خَلَقَ) الخلق كلهم (فَسَوَّى) بينهم في الإحكام والإتقان والدقة ، فليس بعض الخلق متقنا وبعضه غير متقن ، كما سوّى خلق كل شيء فأعطاه ما يصل به إلى الكمال اللائق به من الأجهزة والآلات.
[٤] (وَالَّذِي قَدَّرَ) والتقدير هو التخطيط ، كما يقدر المهندس البناء ثم يبنيه (فَهَدى) كل ذي روح إلى مصالحه ، فهو خلق ، وإعطاء أجهزة ، وتقدير للحياة ، وهداية.
[٥] (وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعى) أي أنبت الحشيش الذي ترعاه الحيوانات من الأرض.
[٦] (فَجَعَلَهُ) أي المرعى بعد الخضرة (غُثاءً) أي هشيما جافا كالغثاء الذي تراه فوق السيل ، بمعنى المجتمع من هنا وهناك بلا علاقة وارتباط ومشابهة (أَحْوى) أي أسود بعد الخضرة ، فإن الحوة بمعنى السواد.